الأربعاء، 27 فبراير 2013

مبدعون احتفوا بأعياد الكويت ... شعراً وسرداً وتشكيلاً - جريدة الراي

   | كتب المحرر الثقافي |

أقامت رابطة الأدباء، في سياق احتفالها بالأعياد الوطنية... أمسية فنية أدبية، حملت عنوان «رؤى ملونة» وشارك فيها الأدباء عبدالناصر الأسلمي، ومجدي عبدالستار وحميدي حمود ونورا بوغيث، وفجر الخليفة، بينما تضمنت الأمسية عرضاً ضوئياً للوحات الفنانين سعود الفرج وعبدالحميد الخليفي، وعبدالعزيز آرتي، وصورا فوتوغرافية للكاتب المصور الزميل محمد سالم وعزفاً على العود للفنان بدر بوغيث، وقدم الأمسية الأديب فهد الرويشد.

وألقى الأدباء - بالتناوب، قصائد شعرية وقصصا قصيرة و«قصيرة جداً»، وذلك ارتكازاً على فكرة الوطن الذي تدور في فلكه الرؤى والطموحات. فألقى عبدالناصر الأسلمي بعضاً من لوحاته الشعرية القصيرة، مثل «الصبي»، و«النوارس» و«الفتاة الصغيرة» و«الغواص»، وكلها تبرز الكويت في سياق أدبي جذاب ليقول في لوحة «النوارس»: تدرين كيف ابتهاجي يوم حلق بي غرامك العذب والإحساس يعرفه كأنني عارف ترقى مشاعره إلى السماء وعين الوجد تذرفه يطير بي كحمام البيت عن كثب أوشكت ألمسه أوشكت أقطفه بينما قرأ الكاتب مجدي عبدالستار رؤاه الأدبية، حول الكثير من التداعيات الحسية، مثل «لوحة الخليفي»، و«النورس»، و«اللون الوردي»، و«الغواص»، و«زوجة الشهيد»، و«علم الكويت»، تلك الرؤى التي اتسمت بالتكثيف والإيحاء، ليقول في رؤيته لـ «الغوص»: «جلس أمامي، نظر لماء الخليج جيداً، تراءت في عينيه دمعة، حمل حبة النرد وقذفها بعنف، انتظر نهاية لدور لم يأت... هز رأسه، وقف واضعاً يده في جيبه، توجه ناحية السيارة. كان الصمت يغطي قسماته وعلامات الحزن تكسوه، نظر للشمس مستديراً للأبراج الشاهقة بامتداد الخليج، أسرع أكثر، وقف بجوار الشاطئ... ساد الصمت بيننا، كنت أتأمله، لم أكن أعلم ما فيه، لكنني شعرت به، خطا على حبات الرمال، وقف أمام الخليج، استنشق هواءه فاتحاً ذراعيه حاضناً ذكريات الماضي، ظننت أنه يتذكر حباً مات هنا، التفت لي ثم حمل حفنة ماء في يديه وشوشها ورماها... عدنا للسيارة مرة أخرى، رجع بكرسيه للخلف وفتح المذياع، لم أكن أعرف ما يحدث، عندما هممت بالسؤال، قاطعني ناظراً في عيني قائلاً: هل سيسمعني؟ رفعت رأسي مندهشاً وغاضباً في آن واحد سائلاً بصوت مرتفع من تقصد؟ قال لي: «أبي غاص هنا، واستُشهد هنا... من أجل أن أنعم بكل هذا الخير».

بينما قرأ الكاتب حميدي حمود ومضاته القصصية السريعة تلك التي تحمل - رغم قصر جملها - العديد من الرؤى. المتواصلة مع الوطن في كل أحواله ليقول: «كنا صغاراً... كانت الحياة بسيطة لم نعد كذلك... لم تعد كذلك من يعيدنا فنعيدها وقال في نص «كتلك النوارس»: افرد جناحيك... حلق... حلق... حلق عالياً لا تخشى شيئاً... أنت في سماء الكويت

وجاءت نصوص الكاتبة نورا بوغيث مكثفة، وذات أبعاد أدبية عميقة لتقرأ «الكرسي» و«رقصة النوارس»، و«الغوص»، لتقول في «رقصة النوارس: اعتادوا على صوتها الشجي تتردد تلك الصغيرة كل صباح صديقها البحر، غناؤها كلماتها ترقص عليها النوارس» شوهد جسدها طافياً مع غياب شمسها، قدمت لها النوارس رقصتها الأخيرة وفي نص آخر تقول: «أتنفس كلمات الهواء، أغرد مع طير الألحان، أرقص على أغنيات شادي الخليج، أتلذذ بالحرية، أستنشق الأمان، أسجل تاريخ الفرحة اليوم 26 فبراير 1991، نعم انه يوم الحرية».

وبدت التجربة الأدبية في نصوص الكاتبة فجر الخليفة متوهجة بالحيوية والتكثيف الإيحائي، وبالكثير من المفردات الرشيقة لتقول في نص «برزخ» المستوحى من لوحة الفنان سعود الفرج: تحته غرق... فوقه سماء وإذ هو معلق يتناصفه الغرق والسماء، فكر كم امتص من روحه هذا البرزخ فتحته غرق... فوقه سماء فكر أنه يحتاج خلاصا... أواه كم أضناه هذا الانتصاف ثم فكر أن الخلاص لن يكون إلا بالتخلي... ابتداء «كيف أتخلى عن ما ألفت... لما أجهل» قال في نفسه بدت الفكرة مخيفة وغير محمودة العواقب.

رابط الجريدة

السبت، 23 فبراير 2013

رؤى ملونة .. نثراً وشعراً وتشكيلاً - جريدة القبس


  احتفالية العيد الوطني في رابطة الأدباء

رؤى ملونة.. نثراً وشعراً وتشكيلاً
ً
كتب: محمد حنفي

بفكرة جميلة ومبتكرة احتفلت رابطة الأدباء الكويتيين بالعيد الوطني من خلال فعالية حملت عنوان «رؤى ملونة»، حيث تم عرض ست من اللوحات والصور ذات الصبغة الوطنية، وقدم خمسة أدباء رؤاهم الإبداعية المتفاعلة معها من خلال نصوصهم الشعرية والنثرية.

الاحتفالية التي قدمها فهد الرويشد تضمنت لوحات تشكيلية للفنانين: سعود الفرج وعبد الحميد الخليفي وعبد العزيز آرتي، وثلاث صور التقطتها عدسة المصور محمد السالم، وبعد عرض كل عمل كان الأدباء الخمسة وهم الشاعر عبد الناصر الاسلمي والشاعر نجدي عبد الستار والقاص حميدي حمود والقاصة نورا بوغيث والقاصة فجر الخليفة يقدمون نصوصهم حوله، كل من خلال رؤيته الخاصة.

كانت البداية مع لوحة الفنان عبد الحميد الخليفي، التي جاءت تصور صبيا يقف عل كرسي، ويحاول الارتفاع إلى مستوى منضدة باحثا عن شيء ما، وفي رؤيته الشعرية لها يقول الشاعر عبد الناصر الأسلمي:

حلق فما في قلوب الناس إحساس

قد أقفرت ورصيد الحب إفلاس

استفت قبلك هذا اليتم أجمعه

فإنما هو ميزان حساس

ولا تذع سر أرحام ولو ظلموا

فألسن العالم الواشين امواس

رقصة النورس

اللوحة الثانية كانت للفنان التشكيلي سعود الفرج بعنوان «رقصة النورس»، وقد قدمت لها الكاتبة فجر الخليفة رؤية من خلال نص قصير يحمل عنوان «برزخ» تقول فيه:

«... تحته غَرَق، فوقه سماء

فكَر ان نصف الحب احتراق، ونصف الثورة انتحار، ونصف الحياة..

لم يسعفه لسانه لإتمام الجملة

قفز في ذهنه أنه جبان

فكر أن حالة تامة من أي شئ أفضل من هذا البرزخ

أغمض عينيه استجمع شجاعته وقفز

كان تحته غرق

صار في قلبه سماء»

علم الكويت على الخد

أما العمل الثالث فكان عبارة عن صورة فوتوغرافية التقطتها عدسة المصور محمد السالم لطفلة تنظر إلى السماء وعلى خدها رسمت علم الكويت، وفي رؤيته النثرية التي قدمها للعمل يقول الروائي نجدي عبد الستار:

«أمي أريد أن أتزين أكثر، أريد ثوبا على شكل علم، وأرسم وجهي كله بعلم الكويت،هكذا تفعل الفتيات، أمي لماذا لا تردين؟ تحركت حزينة ومضيت، جلست بجوار ألعابي المتناثرة، منذ عام لم أشتر لعبة واحدة، لا أعرف سر ذلك، ولماذا أصبحت غير الفتيات، تركنا أبي فقط لأنه وجد ساقطة بحث عن شهوته لأدفع أنا ثمن ذلك..».

زمن الغوص

وتعود بنا لوحة الفنان التشكيلي عبد العزيز آرتي إلى زمن الغوص على اللؤلؤ، وقدمت القاصة نورا بوغيث رؤية من خلال نص قصير تقول فيه:

«يرمي نفسه للمجهول، دجاجة البر تهرب منه، دجاجة البحر يهرب منها، يلهث وراء فقاعات الفزع، يصل إلى تلك المحارا، تنخدش اطرافه وهو يلتقطها، لا يهم، نفسه يضيف، لا يهم عيناه تضعفان، لا يهم، كل ما يهم هو ابنته دانة او محارة مجهولة تحتضنها في قعرها، يصعد للمجهول، لا يهم، سيظل يبحث عن دانته».

فلاشات حميدي

أما القاص حميدي حمود فقدم رؤى مختصرة ومركزة أشبه بالفلاشات، تعليقا على صورة المصور محمد السالم التي التقطها لسيدة تحمل علمين للكويت، متنتظرة عودة ابنها من البحر في مسابقة الغوص على اللؤلؤ يقول حميدي: «في الغربة يملأنا شوقا هذا الاسم وهذا العلم.. لنكن أغرابا إذن».

ويكتب في رؤيته المختصرة تعليقا على صورة أخر ى للسالم لأم وطفلها أمام جدار يحمل كتابات تدعو للشهداء والأسرى: «أعتذر لكم.. فالكويت التي آمنتم بها وضحيتم بأرواحكم من أجلها..لا نستحقها».

نورس الحرية

الفنان التشكيلي سعود الفرج قدم رؤية للوحته «رقص النوارس» حيث قال إنه رسم مجموعة من اللوحات عن النوارس منها هذه اللوحة، وهي من مقتنيات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأكد الفرج أنه رمز من خلال رقصة النوارس للتوق إلى الحرية، وهو ما جعله يختزل المساحة والأبعاد ليعطي النوارس حرية أكثر.

إحساس القلب

من جهته علق المصور محمد السالم على صوره الثلاث حيث قال: إن الصورة الأولى التقطها لطفلة تلهو في المطر وتضع على خدها علم الكويت وتنظر إلى السماء، وانه لاحظ في نظرات الطفلة أكثر من معنى.

أما الصورة الثانية فقد التقطها في بيت القرين لأم وطفلها أمام جدار يحمل عبارة «اللهم ارحم.. اللهم فك قيد» وقال: إنه صور المشهد مبتورا تاركا للمتلقي البحث عن الإجابة «يرحم من ويفك قيد من؟».

بينما الصورة الثالثة فقد أشار السالم الى أنه التقطها اثناء فعاليات مسابقة الغوص على اللؤلؤ وتصور أما تنتظر ابنها وترفع علمين للكويت، الأول علم التأسيس، والثاني عمل الاستقلال، وكأنها ترسل رسالة بليغة للجميع، وأشار السالم إلى أنه لا توجد قاعدة سحرية لقراءة الصورة سوى إحساس القلب.

 
رابط القبس

الجمعة، 22 فبراير 2013

مقاربات أدبية للوحات تشكيلية - جريدة الجريدة

امتزجت الرؤى التشكيلية بالأدب عبر مجموعة نصوص منوعة، قدمها خمسة مبدعين على أنغام آلة العود، جاء ذلك ضمن أمسية أدبية نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين تحت عنوان «رؤية ملونة»، والتي تمحورت حول مقاربة بين الأشكال الإبداعية من خلال إعادة قراءة اللوحات التشكيلية عبر نصوص أدبية وفقاً لما يراه الكاتب.

استحسن الجمهور الأمسية التي خرجت عن نطاق التقليدية، مثمنا دور رابطة الأدباء في تقديم أشكال جديدة للفعاليات الثقافية، وشارك في احتفالية العيد الوطني مجموعة من الشعراء والكتاب والتشكيليين، هم الفنان سعود الفرج، والمصور محمد السالم، وعبدالناصر الأسلمي، والكاتب نجدي عبدالستار، والقاص حميدي حمود، والقاصة نورا بوغيث، والكاتبة فجر الخليفة، كما عرضت أعمال للفنانين التشكليين عبدالعزيز آرتي، وعبدالحميد الخليفي.

ألسن الواشين

بداية، قدّم الشاعر عبدالناصر الأسلمي نصا يحاكي لوحة بعنوان الصبي للفنان عبدالحميد الخليفي، داعيا إلى الاعتماد على النفس وعدم انتظار مساعدة الآخرين، ويقول فيه: «حلّق فما في قلوب الناس إحساس/ قد أقفرت ورصيد الحب إفلاس/ واستفتِ قلبك هذا اليتم أجمعه/ فإنما هو ميزان وحسّاس/ ولا تذع سر أرحام ولو ظلموا/ فألسن العالم الواشين أمواس».

ثم قرأ نصا استوحى فكرته من صورة لمحمد السالم، ويتساءل فيه الأسلمي: «كيف لي أن أراه والبعد جارا/ ظلم المهجة الغياب مرارا/ لائمي إنني سئمت حياتي/ لائمي إنني تعبت انتظارا/ هات لي من الأسير عمري أولا/ ينبض الكون عندنا يتوارى».

كما قرأ الكاتب نجدي عبدالستار نصاً يحاكي صورة أخرى لمحمد السالم ويقول في النص: «أمي أريد أن أتزين أكثر/ أريد ثوبا على شكل علم، وأرسم وجهي كله بعلم الكويت/ هكذا تفعل الفتيات، أمي لماذا لا تردين؟ تحركت حزينة ومضت جلست بجوار ألعابي المتناثرة منذ عام لم أشتر لعبة واحدة، لا أعرف سر ذلك ولماذا أصبحت غير الفتيات؟ تركنا أبي فقط لأنه وجد ساقطة، بحث عن شهوته لأدفع أنا ثمن ذلك، غدا العيد ماذا سألبس؟».

أغراب

ثم قرأ القاص حميدي حمود مجموعة ومضات أدبية وفي مقاربته للوحة النورس يقول: «كتلك النوارس... أفرد جناحيك... حلق... حلق حلق عالياً، لا تخش شيئاً، أنت في سماء الكويت»، ومن خلال ذلك يدعو حمود إلى حرية التعبير، وفي مقاربة أخرى للوحة الغواص يقول: «أيا بحر... قيل لي كي نسبر أغوارك وكنوزك علينا أن نتعرى، أتراها ملوحتك دموع الغواصين وعرق جبينهم!»، ومن قراءاته الأخرى يقول: «في الغربة يملؤنا شوقا هذا الاسم وهذا العلم... لنكن أغراباً إذن».

وبدورها، قدمت القاصة نورا بوغيث مشاركتها ضمن هذه الأمسية ومن أجواء ما قرأت: «يرمي نفسه للمجهول، دجاجة البر تهرب منه، دجاجة البحر يهرب منها، يلهث فقاعات الفزع، يصل إلى تلك المحارات تنخدش أطرافه وهو يلتقطها لا يهم، نَفَسُهُ يضيق لا يهم، عيناه تضعفان لا يهم كل ما يهم هو ابنته دانة أو محارة مجهولة تحتضنها في قعرها، يصعد للمجهول لا يهم، سيظل يبحث عن دانته».

تكثيف وتماسك

أما الكاتبة فجر الخليفة، فقرأت مجموعة نصوص اتسمت بالتكثيف وتماسك البنية مصحوبة بدهشة الخاتمة، ومن خلال مقاربة للوحة النوارس تقول الخليفة: «تحية غرق... فوقه سماء، وإذا هو معلق يتناصفه الغرق والسماء، فكر كم امتص من روحه هذا البرزخ، فتحية غرق... فوقه السماء، فكر أنه يحتاج خلاصاً... أواه كم أضناه هذا الانتصاف، فكر أن الخلاص كيف أتخلى عن ما ألفت... لما أجهل قال في نفسه بدت الفكرة مخيفة وغير محمودة العواقب... قفز في ذهنه أنه جبان، فكر أن حالة تامة من أي شيء أفضل من هذا البرزخ أغمض عينيه استجمع شجاعته وقفز كان تحته غرق... صار قلبه... سماء.

الحرية

وعقب ذلك، أكد الفنان التشكيلي سعود الفرج أنه ركز على فكرة الحرية في رصده لحالات منوعة لطائر النورس، مستخدماً المربعات كخلفية في لوحته، مثمناً آراء الكتاب الذين رصدوا خطابه التشكيلي عبر أعمال شعرية ونثرية وإن اختلفت الرؤى.

وفي السياق ذاته، شدد المصور محمد السالم على أن قراءة اللوحة التشكيلية أو الصورة الفوتوغرافية لا تخضع لمقاييس ثابتة بل تعتمد على ثقافة المتلقي، محدداً المناسبات التي التقط فيها الصور الفوتوغرافية.

يذكر أن الأمسية تضمنت معزوفات على آلة العود للعازف بدر بوغيث، كما قدّم للاحتفالية العيد الوطني وأدارها فهد الرويشد.

رابط الجريدة

تنويه: في تغطية الجريدة نُقل نصي مجزوءاً وبأخطاء إملائية، نقلت تغطيتهم كما نشروها على أن أنشر نصي لاحقاً بشكله الحقيقي.

الأربعاء، 20 فبراير 2013

رؤية ملونة

ما بعد الأيدلوجيا

خلال الأيام الماضية، احتفل الثوار في أقطار عربية عدة بحلول الذكرى الثانية لما عرف إعلامياً بـ «الربيع العربي». تتعدد الإشكالات في ما يخص هذه الموجة من التغيير التي اجتاحت الوطن العربي في أعقاب صرخة محمد البوعزيزي المدوية، ابتداءً بالتسمية، وانتهاءً بالمآلات والنتائج، ذلك أن البعض يرفض استعارة اسم الربيع، باعتباره مسمى استعماريا، فيما هناك آخرون من الأكاديميين الصارمين يتوقفون عند وصفها بالانتفاضة، ويتحفظون على ما يرونه تجاوزاً بوصفها بـ «الثورة». أما العربي الثائر الحالم، فمشغول بصناعة الحدث والتأثير به، بغض النظر عن المسمى الذي سيحسمه التاريخ يوماً ما. الجدل حول المسمى - بطبيعة الحال - لم يكن صاخباً، بقدر الجدل حول ما وعدت به موجة التغيير العربية، وما أرسته وما أسقطته من مفاهيم وقيم، من خلال المساهمين فيها من جهة، والمنظرين لها من بعيد من جهة أخرى. فخلال العامين الماضيين كان «تدشين مرحلة ما بعد الأيديولوجيا»، أو عبور خط الانتماء الأيديولوجي بشكل أدق والالتقاء حول مفاهيم مجردة، كالعدالة الاجتماعية، الحرية، حقوق الإنسان، المُواطنة والديمقراطية كان هو العنوان الأبرز الذي نظّر له كثيرون، باعتباره أحد أهم منجزات موجة التغيبر العربي المستمرة منذ عامين، وهو رأي صمد خلال المرحلة الأولى من موجة التغيير - المرحلة التي تسبق إسقاط النظام - ثم ما لبث أن سقط بعد إنجاز هدف إسقاط النظام، لنشهد بعدها مرحلة الصراعات الأيديولوجية، وإن بدرجات متفاوتة من قطر عربي إلى آخر في المرحلة التالية، فما الذي تغيَّر منذ بداية هذه الموجة، حتى هذه اللحظة التي بلغ فيها الاستقطاب الأيديولوجي ذروته في تونس ومصر؟ هل بالغ المنظرون بتفاؤلهم أم أخطأوا بقراءة المشهد ببساطة؟ الحقيقة أن الفكرة الحالمة التي تبشر بتجاوز الانتماءات الأيديولوجية لاقت رواجاً - برأيي- لأنها قدمت مخرجاً للمأزق العربي المستمر منذ حقبة ما بعد الاستقلال، فطوال عقود عاش المواطن العربي صراعاً هوياتياً أيديولوجيا بين اليمين واليسار، العروبة والدين، ثم ما لبث أن زُج به في صراع هوياتي قُطري مصطنع، وعندما هبت موجة التغيير بدا وكأنها ستعفينا من الإجابة عن سؤال الهوية، وتقفز بنا للمرحلة التالية، فاحتفلنا بفكرة تجاوز الأيديولوجيا بتفاؤل مفرط، رغبة منا بإسدال الستار على هذا الصراع الذي أنهكنا طوال العقود الماضية، لكننا كنا واهمين ذلك أن صراعاً من هذا النوع لا ينتهي ويزول إلا بعد حسمه نهائياً، وهذا ما لم ينجح به العرب حتى اليوم، بالإضافة إلى أن المبشرين بهذه الفكرة - والذين يصدف أن غالبهم من المؤدلجين - لم يدركوا أن المفاهيم المجردة لا تمثل انتماءً بديلاً يتم تجاوز الأيديولوجيا لصالحه، فإن تجاوز الناس فعلاً الأيديولوجيا فنحو ماذا؟! وهو سؤال مستحق طرحه أمين معلوف في كتابه «الهويات القاتلة»، ومازلنا بانتظار الإجابة العربية.

رابط المقال

الأربعاء، 13 فبراير 2013

الإشتباك الديني المدني

نقاش مع مراقبين عرب للشأن المحلي، سمعت آراء متعددة ومتناقضة، لكن ما لفت نظري هو الرأي القائل بعدم وجود انقسام شعبي حاد في الكويت، وهذا رأي مخالف للواقع.
فخلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط، وصل الاحتقان الشعبي إلى مستويات مرتفعة بين مؤيدي الموالاة والمعارضة، حتى بات الكثير منا يحجم عن التصريح بآرائه السياسية.وعلى عكس ما يروَّج له في الإعلام، فإن ضحايا الرأي السياسي غالباً هم المعارضة ومؤيدوها وليس العكس.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كنت أستطيع - غالبا - أن أتوقع بسهولة الآراء السياسية لأحدهم، بمجرد معرفة موقع سكنه أو انتمائه الاجتماعي. حقيقة مؤسفة، لكنها كانت واقعا عشناه محلياً، ويبدو أن المراقبين العرب للشأن المحلي غير قادرين على إدراكه.
أسباب الاحتقان عديدة، ولن أخوض فيها بالتفصيل، فقط أقول إن أحدها كان دفع السلطة وأبواقها بهذا الاتجاه، لإفشال الحراك الشعبي، ووأده في المهد، لكنهم فشلوا، لأسباب تحتاج إلى مساحة منفصلة لشرحها. أما هذه المساحة، فهي للحديث عن ماهية الاشتباك، هل هو اشتباك قبلي -حضري، أم مدني - ديني؟ أم هو اشتباك اقتصادي؟
قد يقفز كثير منا للجواب الأسهل، بكون الاشتباك قبلي - حضري ، لكنها إجابة غير دقيقة، فالمشهد المحلي أكثر تعقيدا.
في الكويت، هناك تداخل بين ما هو ديني وما هو قبلي، ولا يعني هذا عدم وجود الديني عند الحاضرة، لكنها الصورة العامة، بالإضافة إلى أن القبلي غير المؤدلج يميل للديني، بسبب طبيعته الأكثر محافظة في العصر الحديث، وكذلك هناك تداخل بين ما هو مدني وما هو حضري، ولا ينفي هذا وجود المدني في القبائل، لكنها الصورة العامة كذلك، فالحاضرة في العصر الحديث باتت أقل محافظة من القبائل وأكثر انفتاحاً.
وفي ظل هذا التداخل، يصبح الفرز والتصنيف أصعب، ويحصل الاشتباك على مستويات عدة في الحالة الواحدة، فلا يستطيع المراقب من بعيد تفكيك المشهد ورده لعناصره الأولية.
إن الاشتباك بين المدني والديني في جميع دول الربيع العربي حالياً يمثل جرس إنذار، بأن المرحلة المقبلة محلياً ستكون صراعاً من هذا النوع، ولعله حاصل اليوم في الكويت، لكنه مغطى بطبقات من الصراع الاجتماعي والاقتصادي.
وقياساً على الرأي القائل بأن الصراع الديني - المدني يعيق التقدم الديمقراطي في دول الربيع العربي، فإننا نستطيع القول بأن الاشتباك القبلي - الحضري في الكويت يعيق الحراك الشعبي والتقدم نحو ديمقراطية أكثر رسوخا.

الأحد، 10 فبراير 2013

نادي الأحذية العالمي

بعد جورج بوش في عام 2008، و أحمدي نجاد خلال اليومين الماضيين، ينضم بول بريمر الحاكم المدني للعراق بعد غزو العراق لنادي الأحذية العالمي.
فقد تعرض في الإسبوع الماضي للقذف بالأحذية من قبل العراقي ياسر السامرائي خلال محاضرة كان يلقيها في مجلس العموم البريطاني.

YouTube