لسنوات متتالية، نُظم معرض «كويتي وأفتخر». وتحت هذه اللافتة التي تبشر بطموح عال، عُرضت خلال الأعوام الماضية مشاريع الكعك وتصميم الأزياء التي يبدو أنها مدعاة للفخر في هذه الحقبة المستفزة على جميع الصُعد.
وطوال سنوات تساءلت عن دوافع الداعمين لهذا المشروع وليس القائمون عليه من شباب، هل هو لمساندة المشاريع الصغيرة فقط أم أن هناك مآرب أخرى؟ وهل يدرك هؤلاء أنهم يسيئون للشعار الذي يرفعونه بعرض مشاريع لا ترقى تحت لافتة كبيرة كهذه؟ فالفخر كلمة كبيرة جداً يتوقع المرء معها أن يجد قمراً اصطناعيا مثلاً أو دبابة أو سيارة أو حتى ثلاجة، بما أن أغلب المشاريع لها علاقة بالطعام .
خلال الأيام الماضية عادت الإعلانات بذات الشعار بقوة، وما لا يدركه كثيرون أن للإعلانات قوة وتأثيرا لا يضاهى، إن كانت مدروسة وتعبّر عن قيم راسخة، وأنها تؤدي نتيجة عكسية وسلبية إن استجاب الناس لها، ليكتشفوا لاحقاً أن الإعلان كان أفضل من المنتج، وهذا ما حصل معي بعد زيارة لأحد معارضهم السابقة. فهل تكون هذه السنة مختلفة؟ نتمنى، المهم أنني وتحت هذا الإلحاح الإعلاني، قررت أن أضع قائمة بما أفخر به كمواطنة، فإليك يا قارئي هذا فِخاري:
● أفتخر بأن قاتل الميموني مازال مجهولاً، رغم الدستور والقانون والديمقراطية، وأفتخر أن إمارة الشارقة بلا دستور وبلا ديمقراطية - يا للمفارقة - قبضت على ابن الأسرة المتهم بقتل الطالب الكويتي .
● أفتخر أننا، ورغم تزايد أعداد السكان، فإن مستشفياتنا لم تزد واحداً قط منذ منتصف الثمانينات وأننا ما زلنا بجامعة حكومية واحدة من شدة فرادتها لا تكاد تجد لك مقعداً فيها.
● أفتخر أن الكويت التي يتشدق الخطاب الرسمي فيها بخصوصيته المتسامحة وحرية التعبير التي يتيحها، صنفت الأولى عالمياً في ملاحقة المغردين، كما أعلنت الشبكة العربية لحقوق الإنسان.
● أفتخر بأن محكمتنا الدستورية شهيرة جداً على مستوى العالم، لدرجة أن الفورن بوليسي وضعتها في قائمة أكثر المحاكم الدستورية تسييساً، وأفتخر - بلا ريب - بأن هذه الشهيرة عصية ومحرمة على المواطنين، فلا يحق لهم الاختصام إليها.
● أفتخر بوجود ما يتجاوز المائة ألف إنسان بلا جنسية وبلا حقوق وبلا ميلاد وبلا زواج وبلا موت حتى.. تخيلوا حتى الموت ممنوع عن هؤلاء، نعم أفتخر.
● أفتخر بقانون الجنسية الذي يقسم المواطنين ألوانا وأنواع اودرجات، فهذا أصلي وذاك تقليد، وهذا مجنس وذاك تأسيس .
● أفتخر بأرصفة ذكية لا مثيل لها في العالم تتعرف على المعارضين، فتضربهم وتسحلهم ثم ويا للعبقرية.. تقاضيهم لجنايتهم عليها.. فهل تلوموني لافتخاري بها؟
● أفتخر باللصوص والشتامون الذين لا يمسهم الضر أبداً، وبالعنصرية الممنهجة التي تمارس ضد الجاليات بلا أدنى خجل.. وأفتخر طبعاً بالتمييز بين المواطنين.
هذه قائمتي مع كثير من الاختصار، فهاتوا قوائم فِخاركم أيها المواطنون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ما رأيك في التدوينة؟