الجمعة، 22 فبراير 2013

مقاربات أدبية للوحات تشكيلية - جريدة الجريدة

امتزجت الرؤى التشكيلية بالأدب عبر مجموعة نصوص منوعة، قدمها خمسة مبدعين على أنغام آلة العود، جاء ذلك ضمن أمسية أدبية نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين تحت عنوان «رؤية ملونة»، والتي تمحورت حول مقاربة بين الأشكال الإبداعية من خلال إعادة قراءة اللوحات التشكيلية عبر نصوص أدبية وفقاً لما يراه الكاتب.

استحسن الجمهور الأمسية التي خرجت عن نطاق التقليدية، مثمنا دور رابطة الأدباء في تقديم أشكال جديدة للفعاليات الثقافية، وشارك في احتفالية العيد الوطني مجموعة من الشعراء والكتاب والتشكيليين، هم الفنان سعود الفرج، والمصور محمد السالم، وعبدالناصر الأسلمي، والكاتب نجدي عبدالستار، والقاص حميدي حمود، والقاصة نورا بوغيث، والكاتبة فجر الخليفة، كما عرضت أعمال للفنانين التشكليين عبدالعزيز آرتي، وعبدالحميد الخليفي.

ألسن الواشين

بداية، قدّم الشاعر عبدالناصر الأسلمي نصا يحاكي لوحة بعنوان الصبي للفنان عبدالحميد الخليفي، داعيا إلى الاعتماد على النفس وعدم انتظار مساعدة الآخرين، ويقول فيه: «حلّق فما في قلوب الناس إحساس/ قد أقفرت ورصيد الحب إفلاس/ واستفتِ قلبك هذا اليتم أجمعه/ فإنما هو ميزان وحسّاس/ ولا تذع سر أرحام ولو ظلموا/ فألسن العالم الواشين أمواس».

ثم قرأ نصا استوحى فكرته من صورة لمحمد السالم، ويتساءل فيه الأسلمي: «كيف لي أن أراه والبعد جارا/ ظلم المهجة الغياب مرارا/ لائمي إنني سئمت حياتي/ لائمي إنني تعبت انتظارا/ هات لي من الأسير عمري أولا/ ينبض الكون عندنا يتوارى».

كما قرأ الكاتب نجدي عبدالستار نصاً يحاكي صورة أخرى لمحمد السالم ويقول في النص: «أمي أريد أن أتزين أكثر/ أريد ثوبا على شكل علم، وأرسم وجهي كله بعلم الكويت/ هكذا تفعل الفتيات، أمي لماذا لا تردين؟ تحركت حزينة ومضت جلست بجوار ألعابي المتناثرة منذ عام لم أشتر لعبة واحدة، لا أعرف سر ذلك ولماذا أصبحت غير الفتيات؟ تركنا أبي فقط لأنه وجد ساقطة، بحث عن شهوته لأدفع أنا ثمن ذلك، غدا العيد ماذا سألبس؟».

أغراب

ثم قرأ القاص حميدي حمود مجموعة ومضات أدبية وفي مقاربته للوحة النورس يقول: «كتلك النوارس... أفرد جناحيك... حلق... حلق حلق عالياً، لا تخش شيئاً، أنت في سماء الكويت»، ومن خلال ذلك يدعو حمود إلى حرية التعبير، وفي مقاربة أخرى للوحة الغواص يقول: «أيا بحر... قيل لي كي نسبر أغوارك وكنوزك علينا أن نتعرى، أتراها ملوحتك دموع الغواصين وعرق جبينهم!»، ومن قراءاته الأخرى يقول: «في الغربة يملؤنا شوقا هذا الاسم وهذا العلم... لنكن أغراباً إذن».

وبدورها، قدمت القاصة نورا بوغيث مشاركتها ضمن هذه الأمسية ومن أجواء ما قرأت: «يرمي نفسه للمجهول، دجاجة البر تهرب منه، دجاجة البحر يهرب منها، يلهث فقاعات الفزع، يصل إلى تلك المحارات تنخدش أطرافه وهو يلتقطها لا يهم، نَفَسُهُ يضيق لا يهم، عيناه تضعفان لا يهم كل ما يهم هو ابنته دانة أو محارة مجهولة تحتضنها في قعرها، يصعد للمجهول لا يهم، سيظل يبحث عن دانته».

تكثيف وتماسك

أما الكاتبة فجر الخليفة، فقرأت مجموعة نصوص اتسمت بالتكثيف وتماسك البنية مصحوبة بدهشة الخاتمة، ومن خلال مقاربة للوحة النوارس تقول الخليفة: «تحية غرق... فوقه سماء، وإذا هو معلق يتناصفه الغرق والسماء، فكر كم امتص من روحه هذا البرزخ، فتحية غرق... فوقه السماء، فكر أنه يحتاج خلاصاً... أواه كم أضناه هذا الانتصاف، فكر أن الخلاص كيف أتخلى عن ما ألفت... لما أجهل قال في نفسه بدت الفكرة مخيفة وغير محمودة العواقب... قفز في ذهنه أنه جبان، فكر أن حالة تامة من أي شيء أفضل من هذا البرزخ أغمض عينيه استجمع شجاعته وقفز كان تحته غرق... صار قلبه... سماء.

الحرية

وعقب ذلك، أكد الفنان التشكيلي سعود الفرج أنه ركز على فكرة الحرية في رصده لحالات منوعة لطائر النورس، مستخدماً المربعات كخلفية في لوحته، مثمناً آراء الكتاب الذين رصدوا خطابه التشكيلي عبر أعمال شعرية ونثرية وإن اختلفت الرؤى.

وفي السياق ذاته، شدد المصور محمد السالم على أن قراءة اللوحة التشكيلية أو الصورة الفوتوغرافية لا تخضع لمقاييس ثابتة بل تعتمد على ثقافة المتلقي، محدداً المناسبات التي التقط فيها الصور الفوتوغرافية.

يذكر أن الأمسية تضمنت معزوفات على آلة العود للعازف بدر بوغيث، كما قدّم للاحتفالية العيد الوطني وأدارها فهد الرويشد.

رابط الجريدة

تنويه: في تغطية الجريدة نُقل نصي مجزوءاً وبأخطاء إملائية، نقلت تغطيتهم كما نشروها على أن أنشر نصي لاحقاً بشكله الحقيقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك في التدوينة؟