احتفالية العيد الوطني في رابطة الأدباء
رؤى ملونة.. نثراً وشعراً وتشكيلاً
ً
كتب: محمد حنفي
بفكرة جميلة ومبتكرة احتفلت رابطة الأدباء الكويتيين بالعيد الوطني من خلال فعالية حملت عنوان «رؤى ملونة»، حيث تم عرض ست من اللوحات والصور ذات الصبغة الوطنية، وقدم خمسة أدباء رؤاهم الإبداعية المتفاعلة معها من خلال نصوصهم الشعرية والنثرية.
الاحتفالية التي قدمها فهد الرويشد تضمنت لوحات تشكيلية للفنانين: سعود الفرج وعبد الحميد الخليفي وعبد العزيز آرتي، وثلاث صور التقطتها عدسة المصور محمد السالم، وبعد عرض كل عمل كان الأدباء الخمسة وهم الشاعر عبد الناصر الاسلمي والشاعر نجدي عبد الستار والقاص حميدي حمود والقاصة نورا بوغيث والقاصة فجر الخليفة يقدمون نصوصهم حوله، كل من خلال رؤيته الخاصة.
كانت البداية مع لوحة الفنان عبد الحميد الخليفي، التي جاءت تصور صبيا يقف عل كرسي، ويحاول الارتفاع إلى مستوى منضدة باحثا عن شيء ما، وفي رؤيته الشعرية لها يقول الشاعر عبد الناصر الأسلمي:
حلق فما في قلوب الناس إحساس
قد أقفرت ورصيد الحب إفلاس
استفت قبلك هذا اليتم أجمعه
فإنما هو ميزان حساس
ولا تذع سر أرحام ولو ظلموا
فألسن العالم الواشين امواس
رقصة النورس
اللوحة الثانية كانت للفنان التشكيلي سعود الفرج بعنوان «رقصة النورس»، وقد قدمت لها الكاتبة فجر الخليفة رؤية من خلال نص قصير يحمل عنوان «برزخ» تقول فيه:
«... تحته غَرَق، فوقه سماء
فكَر ان نصف الحب احتراق، ونصف الثورة انتحار، ونصف الحياة..
لم يسعفه لسانه لإتمام الجملة
قفز في ذهنه أنه جبان
فكر أن حالة تامة من أي شئ أفضل من هذا البرزخ
أغمض عينيه استجمع شجاعته وقفز
كان تحته غرق
صار في قلبه سماء»
علم الكويت على الخد
أما العمل الثالث فكان عبارة عن صورة فوتوغرافية التقطتها عدسة المصور محمد السالم لطفلة تنظر إلى السماء وعلى خدها رسمت علم الكويت، وفي رؤيته النثرية التي قدمها للعمل يقول الروائي نجدي عبد الستار:
«أمي أريد أن أتزين أكثر، أريد ثوبا على شكل علم، وأرسم وجهي كله بعلم الكويت،هكذا تفعل الفتيات، أمي لماذا لا تردين؟ تحركت حزينة ومضيت، جلست بجوار ألعابي المتناثرة، منذ عام لم أشتر لعبة واحدة، لا أعرف سر ذلك، ولماذا أصبحت غير الفتيات، تركنا أبي فقط لأنه وجد ساقطة بحث عن شهوته لأدفع أنا ثمن ذلك..».
زمن الغوص
وتعود بنا لوحة الفنان التشكيلي عبد العزيز آرتي إلى زمن الغوص على اللؤلؤ، وقدمت القاصة نورا بوغيث رؤية من خلال نص قصير تقول فيه:
«يرمي نفسه للمجهول، دجاجة البر تهرب منه، دجاجة البحر يهرب منها، يلهث وراء فقاعات الفزع، يصل إلى تلك المحارا، تنخدش اطرافه وهو يلتقطها، لا يهم، نفسه يضيف، لا يهم عيناه تضعفان، لا يهم، كل ما يهم هو ابنته دانة او محارة مجهولة تحتضنها في قعرها، يصعد للمجهول، لا يهم، سيظل يبحث عن دانته».
فلاشات حميدي
أما القاص حميدي حمود فقدم رؤى مختصرة ومركزة أشبه بالفلاشات، تعليقا على صورة المصور محمد السالم التي التقطها لسيدة تحمل علمين للكويت، متنتظرة عودة ابنها من البحر في مسابقة الغوص على اللؤلؤ يقول حميدي: «في الغربة يملأنا شوقا هذا الاسم وهذا العلم.. لنكن أغرابا إذن».
ويكتب في رؤيته المختصرة تعليقا على صورة أخر ى للسالم لأم وطفلها أمام جدار يحمل كتابات تدعو للشهداء والأسرى: «أعتذر لكم.. فالكويت التي آمنتم بها وضحيتم بأرواحكم من أجلها..لا نستحقها».
نورس الحرية
الفنان التشكيلي سعود الفرج قدم رؤية للوحته «رقص النوارس» حيث قال إنه رسم مجموعة من اللوحات عن النوارس منها هذه اللوحة، وهي من مقتنيات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأكد الفرج أنه رمز من خلال رقصة النوارس للتوق إلى الحرية، وهو ما جعله يختزل المساحة والأبعاد ليعطي النوارس حرية أكثر.
إحساس القلب
من جهته علق المصور محمد السالم على صوره الثلاث حيث قال: إن الصورة الأولى التقطها لطفلة تلهو في المطر وتضع على خدها علم الكويت وتنظر إلى السماء، وانه لاحظ في نظرات الطفلة أكثر من معنى.
أما الصورة الثانية فقد التقطها في بيت القرين لأم وطفلها أمام جدار يحمل عبارة «اللهم ارحم.. اللهم فك قيد» وقال: إنه صور المشهد مبتورا تاركا للمتلقي البحث عن الإجابة «يرحم من ويفك قيد من؟».
بينما الصورة الثالثة فقد أشار السالم الى أنه التقطها اثناء فعاليات مسابقة الغوص على اللؤلؤ وتصور أما تنتظر ابنها وترفع علمين للكويت، الأول علم التأسيس، والثاني عمل الاستقلال، وكأنها ترسل رسالة بليغة للجميع، وأشار السالم إلى أنه لا توجد قاعدة سحرية لقراءة الصورة سوى إحساس القلب.
رابط القبس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ما رأيك في التدوينة؟